کد مطلب:168079 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:217

رسل عمر بن سعد الی الامام
قال الطبری: (فبعث عمر بن سعد إلی الحسین (ع) عزرة بن قیس الاحمسی، [1] فقال: إئتهِ فَسَلْهُ ما الذی جاء به، وماذا یرید؟ وكان عزرة ممّن كتب إلی الحسین، فاستحیا منه أن یأتیه!

قال فعرض ذلك علی الرؤساء الذین كاتبوه، فكلّهم أبی وكرهه!

قال وقام إلیه كثیر بن عبداللّه الشعبیّ، وكان فارساً شجاعاً لیس یردّ وجهه شیء، فقال: أنا أذهب إلیه، واللّه لئن شئتَ لافتكنَّ به!


فقال له عمر بن سعد: ما أرید أن یُفتك به! ولكن ائته فسله ما الذی جاء به؟

قال فأقبل إلیه، فلمّا رآه أبوثمامة الصائدی [2] قال للحسین: أصلحك اللّه أبا عبداللّه، قد جاءك شرّ أهل الارض، وأجرأه علی دم، وأفتكه! فقام إلیه فقال: ضَعْ سیفك!

قال: لاواللّه ولاكرامة، انّما أنا رسول، فإنْ سمعتم منّی أبلغتكم ما أُرسلت به إلیكم، وانْ أبیتم انصرفت عنكم.

فقال له: فإنّی آخذٌ بقائم سیفك، ثم تكلّمْ بحاجتك.

قال: لاواللّه لاتمسّه!

فقال له: أخبرنی ما جئت به وأنا أبلّغه عنك، ولا أدعك تدنو منه فإنّك فاجر!

فاستبّا، ثمّ انصرف إلی عمر بن سعد فأخبره الخبر، فدعا عمر قُرّةَ بن قیس الحنظلی، فقال له: ویحك یا قُرّة! إلقَ حسیناً فسله ما جاء به وماذا یرید؟

قال فأتاه قُرّة بن قیس، فلمّا رآه الحسین مقبلاً قال: أتعرفون هذا؟

فقال حبیب بن مظاهر: نعم، هذا رجل من حنظلة تمیمیُّ، وهو ابن أختنا ولقد كنتُ أعرفه بحسن الرأی، وما كنت أراه یشهد هذا المشهد!

قال فجاء حتّی سلّم علی الحسین، و أبلغه رسالة عمر بن سعد إلیه له.

فقال الحسین (ع): كتب إلیَّ أهل مصركم هذا أن اقدم، فأمّا إذكرهونی فأنا أنصرف عنهم.

قال ثمَّ قال له حبیب بن مظاهر: ویحك یا قُرّة بن قیس! أَنّی ترجع إلی القوم


الظالمین!؟ أنصر هذا الرجل الذی بآبائه أیّدك اللّه بالكرامة وإیّانا معك!

فقال له قُرَّة: أرجع إلی صاحبی بجواب رسالته، و أری رأیی! [3] .

قال فانصرف إلی عمر بن سعد فأخبره الخبر، فقال له عمر بن سعد: إنّی لارجو أن یعافینی اللّه من حربه وقتاله!!.). [4] .


[1] عزرة بن قيس الاحمسي: مرّت بنا ترجمة له في الجزء الثاني: 342 -343.

[2] مضت ترجمة أبي ثمامة الصائدي (رض) في آخرالفصل الثالث من فصول مقطع (وقائع الطريق من مكّة إلي كربلاء).

[3] قُرّة بن قيس هذا كما وصفه حبيب (رض) كان ممّن يعرف أحقيّة أهل البيت (ع) بالامر، لكنّه ممّن طغي عليهم مرض الشلل النفسي والروحي وتفشي فيهم مرض حبّ الدنيا، فأصرّ علي خذلان الحقّ ونصرة الباطل، بل أصرَّ علي قتل الحقّ فاشترك في جيش الباطل لقتل الامام (ع)، ثمَّ لم يزل ينصرالباطل، حتي كان علي رأس مائة رجل من الازد بعثهم مسعود بن عمرو الازدي لحماية عبيداللّه بن زياد لعنه اللّه عند ما هرب من البصرة إلي الشام. (راجع: الجزء الثاني من هذه الدراسة: 34)، ولقد كان الحرّ بن يزيد الرياحي (رض) يعرف أنّ قُرَّة هذا لاينصر الحقّ، فلم يُطلعه يوم عاشوراء وكان إلي جانبه علي نيّته في الالتحاق بالامام الحسين (ع) والانضمام إليه، فأبعده عنه قائلاً له:هل سقيتَ فرسك اليوم؟ قال: لا، قال:فهل تريد أن تسقيه؟ فظنّ قُرّة من ذلك أنّه يريد الاعتزال ويكره أن يشاهده فتركه! ولقد كذب قُرَّة بعد ذلك حين قال: واللّه لو أن الحرّ أطلعني علي مراده لخرجت معه إلي الحسين! وذلك لانّ فرص التحوّل إلي الحقّ كانت مفتوحة أمامه حتي بعد التحاق الحرّ فلماذا لم يتحوّل إليه!؟.

[4] تاريخ الطبري، 4: 310-311.